الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

فيروس من نوع جديد

أشعر وكأن العالم متأثر بفيروس جديد، أو ربما قديم ولكنه منتشر أكثر في الأوان الاخير، كل العالم "مكتئبة"، تركت الكويت وجئت إلى الاردن، لأستمع إلى شكاوي الناس، كل منهم عنده من الهموم ما يكفيه ويكئبه!! غريب هذا الحال، فعلا "الدنيا سجن المؤمن"

عدت إلى ذكريات قديمة، عدت بالزمن خمسة عشر سنة، نظرت إلى العالم كيف كان، كانت البركة تملأ الدنيا، كانت الطيبة منتشرة بين الناس، كان الخير شائعا، كنا أطفالا وربما شبابا نحمل من الأمل والتفاؤل ما يكفي لإضاءة العالم، كانت هموم اهلنا مغلفة بالأمل واليقين أنها ستفرج، وبالفعل كانت تفرج بالقليل من الجهد.. ماذا حدث الآن؟ لما تغيرت كل الاوضاع؟ لماذا نرهق أنفسنا بتجديد الأمل وفي أقل من لحظة يأتي من يسحقك بقسوة الواقع؟

المهم، انا اليوم قررت ان أقاوم، أن أتفاءل وبشدة، أتفاءل بحب زوجي لي، أتفاءل أنه والحمد لله أكثر شخص يفهمني ويدعمني ويساعدني ومعي حتى اللحظة الاخيرة، أريد أن أتفاءل بوجود أهلي وأهل زوجي معي، أنهم جميعا موجودون للوقوف معي، لأصبح أقوى وأتحدى كل شيء صعب، أريد أن أتفاءل أن صديقاتي هنا دائما معي، وكلهم موجود لمساعدتي.. أريد أن أتفاءل بأن جنيني القادم إلى هذه الحياة سيساعدني أن أكون أقوى، سيجعلني "أما"، سيكون صديقي المعين..

من اليوم سأبحث عن معاني التفاؤل وكل طرق التفاؤل لأكون قوية وسعيدة، لأتحدى هذا العالم وفيروسه اللعين

الأحد، 11 أكتوبر 2009

بعض من التفاؤل :)

منذ يومين كنت أقرأ وأفكر في رحمة الله تعالى، تخيل أن من رحمة الله أن خلق الليل والنهار، تخيل لو ان كل يومنا نهار أو أنه كله ليل!! تخيل لو ان الليل يجيء فجأة دون تدرج الغروب، أو ان النهار يطلع فجأة دون تدرج الشروق.. متأكدة من الاضطرابات النفسية والعصبية التي ستحصل لو كان الحال كذلك..

رحمة أخرى هي نزول المطر وتصريف المياه إلى الانهار والآبار لتتخزن ونستعين بها وقت الحاجة!

أيضا رحمته أن غرس في قلوب الآباء والامهات رحمة لأولادهم.. تخيل أننا خلقنا في "رحم" امهاتنا، وكأنه مكان الرحمة، نبقى متصلين به إلى آخر يوم في حياتنا.. حتى العلاقات الاجتماعية سميت ب "صلة الرحم"، اي فيها صلة ورحمة للناس..

من رحمة الله ايضا انه مهما اذنبنا ومهما أخطأنا فالله يغفر لنا ويعفو عنا، قال تعالى: "وربك الغفور ذو الرحمة" الكهف 58، ايضا قال تعالى في الزنا: " ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، إلا من تاب" الفرقان 68 - 70، سبحان الله، يغفر ويرحم حتى لمن ارتكب الكبائر

اشير إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني اسألك رحمة تجمع بها شملي، وتلم بها شعثي، وتصلح بها أمري، وترد بها غائبي، وتعصمني بها من كل سوء، اسألك رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة" اللهم آمين :)

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

من الكويت

يقولون" الجنة بلا ناس ما بتنداس"، فكيف ان كانت جهنم؟؟ ويقولون "اول سنة صعبة" وكيف ان كانت تلك السنة هي 360 يوما في جهنم، وحيدة.....

خلص، انتهيت، لم اعد قادرة على الاحتمال، كل يوم استيقظ بخوف وفزع شديدين، هذا إن نمت أصلا، الليلة الماضية، انتبهت اني استيقظ في الليلة اكثر من 6 مرات، أقفز من سريري فزعة خائفة، لست أدري لماذا.. بدأت في حالة نفسية مخيفة، حتى أنا أصبحت أخاف من نفسي، فماذا يقول زوجي؟؟

إلى الآن لم أتعرف انا أو زوجي على أي أشخاص، وربما كانت "لم ولن نتعرف"، لست أدري.. فعلا لست أدري، فأنا لست أنا، ونفسيتي سوداء داكنة، لم يعد فيها أي لون عدا الأسود..

منذ أسبوع وأنا لا آكل بشكل طبيعي، ومنذ يومين بدأت بحالة "الاستفراغ\ القيء" المزمن، وكل ذلك أعراض نفسية.. كيف أصبر؟؟ لست أدري ولست أريد..

أريد أن أعود إلى حياة طبيعية، اسأم فيها أزمة السير في الصباح، واستمتع فيها بجو العمل والحوارات التي كانت تجري في نطاق العمل أو خارجه، اشتقت للتسوق من تلك البقالة البسيطة على ناصية الشارع.. اشتقت لأهلي، لرؤية الحنان في عيني والدي ووالدتي.. لأخي الصغير بانتظار "توصيلة" إلى أقرب مكان..

لن استطيع أن أعد ما اشتقت له، لكنني اشتقت فعلا لكل شيء كبير وصغير في عمّان..

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

تعبت من الغربة

انا من أصل سوري، عشت عمري في الأردن، والآن تزوجت وسافرت إلى الكويت، وفي كل نقلة كنت اتعب نفسيا وعاطفيا من غربتي، لكن غربتي الآن شيء مختلف.. لم أعد أعمل ولم أعد أدرس، وليس حولي لا عائلة ولا أقرباء ولا أصدقاء.. فقدت كل ما قد يجعلني سعيدة باستثناء اني مع الشخص الذي احببت

اليوم، أو لأكن أكثر تحديدا، منذ ستة أشهر وأنا حامل، جميع هرمونات جسمي قد تغيرت، ولم يعد أي شيء على وجه الأرض قادر على أن يسعدني، غربتي تخنقني، ولا أحد حولي يساعدني.. يخنقني كثيرا انني فقدت الحياة الاجتماعية بكل صورها، فكما قال اهل زمان "الجنة بلا ناس ما بتنداس".. واليوم انا مكتئبة وضائعة، لست اعرف ما الحل

اصحو كل يوم مذعورة من وحدتي، أعد الساعات او حتى الدقائق إلى أن يعود زوجي من العمل، وحتى عندما يعود، نشعر انا وهو بأننا وحيدان.. وليس اصعب من الوحدة...

اللهم فرج همي وغمي وأبدل مكان لوعة القلب طمأنينة وسلام.. يا رب مالي غيرك..