Jordan

كنت أعيش في الاردن، وربما لم يمر يوم من ايام حياتي دون أن أنتقد شيئا ما في الاردن أو دون أن اتململ من تلك الحياة. الآن تغربت وعشت في بلد الصحراء، والتي لطالما مدح فيها الناس وتقوّلوا عنها الاساطير وكأنها بلد الخيال والجمال، جنة على الأرض. اليوم وفي كل لحظة أتحسر على ما فاتني من أيام الوطن، اتحسر على كل نسمة هواء لم أحمد ربي عليها، اتحسر على الماء البارد ينزل من صنبور المياه دون الحاجة لتبريده قبل استخدامه، اتحسر على الجلوس ولو للحظة تحت شجرة من أشجار غابة التلال السبعة او حتى على مطل وادي الشتا... أردننا الغالي، اعتذر وبشدة على كل ما لم أقدّره فيك..

I Miss You

جلست منذ قليل أتذكر كم من الأشخاص أفتقد، بدأت العد وما زلت لم انتهي بعد.. تأخذنا الأيام والظروف بعيدا عن من نحب بغض النظر شئنا أم أبينا..

اشتقت لوالدتي ولوالدي، اشتقت لأخي وزوجته وأبناءه، اشتقت لخالاتي وعماتي ولكل العائلة والأقرباء.. اشتقت لصديقاتي سواء ممن كنّ معي في المدرسة او الجامعة او العمل، ممن كانوا جيراني وسكان حيّنا الدافيء..

كل يوم أشتاق لأشخاص أكثر، أتمنى أن أعود يوما إلى وطني الغالي وأرى الجميع، اتمتع بوجودي معهم، فأنا لم أتخيل يوما انه فعلا ممتع أن تكون مع عائلتك وأصدقائك، ولم أعرف يوما قيمة أن تكون معهم.. لكنني الآن أعرف، وأنوي أن أستمتع بكل لحظة مع زوجي الغالي ومع أصدقائنا القليلين هنا في بلد الصحراء، فيوما ما سأعود إلى وطني وسأفتقد من كانوا هنا

لا عجب أن النفي هو من أصعب وأشد العقوبات.. فلا أحد، لا أحد أبدا يستطيع العيش دون عائلة أو أقارب..

إلى كل فرد من أفراد شجرة عائلتي.. أفتقدكم جدا..